/ الْفَائِدَةُ : (41) /

23/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / مُصْطَلَح: (الأَوَّل) و(الواحد) و(الثَّاني) و(الآخِر) / هناك أَربعة عناوين ومُصطلحات، تُذكر في بيانات الوحي وأَبواب المعارف والمعقول، ينبغي صرف النَّظر إِليها: أَحدها: (الأَوَّل)، والمراد منه: ليست الأَوَّليَّة الزَّمانيَّة فقط، بل وَأَوَّليَّة: الرُّتبة، والشِّدَّة، والقوَّة، والقدرة، وعُلُوّ المقامات والطَّبقات. ثانيها: (الواحد)، والمراد منه: ليس العددي أَو المقداري، بل ما لا ثاني له، ويكون الأَصل والحقيقة لِكُلِّ شيءٍ. ثالثها: (الثَّاني)، والمراد منه: كذلك ليس العددي أَو المقداري، بل الكثرة، اثنين فما فوق؛ أَي: كُلّ ما ليس بواحد؛ فالثَّالث والرَّابع والمليون والمليار وهلمَّ جرّاً يُعبَّر عنه بـ: (الثَّاني). ومنه تتَّضح: كثير من بيانات الوحي، منها: بيان خطبة أَمير المؤمنين (صلوات اللّٰـه عليه): «... فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومَنْ قرنه فقد ثنَّاه، وَمَنْ ثَنَّاهُ فقد جزَّأه ...»(1). وعليه: فلو أُتِيَ في بيانات الوحي، وأَبواب المعارف والمعقول، بل وفي العلوم السياسيَّة بضمير تثنية فليس المراد منه الِاثْنَيْنِيَّة المعهودة، بل الكثرة. وهذا هو المقصود أَيضاً من عنوان: (الثنويَّة). رابعها: (الآخِر)، في مقابل الأَوَّل، والمراد منه: أَيضاً ليس العددي أَو المقداري، بل غاية الكمالات. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 4: 247/ح5. نهج البلاغة، خ1: 41